الأول

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

المرعى أخضر ولكن العنز مريضة

د. عائض القرني
أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي
إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، والله إن غبار حذاء محمد
بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين
ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء
من أهل الكتاب أمة قائمة ».
وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ،أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة ،
أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ،
وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ،
ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى .
ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.
نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ،
فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ،
الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس ،
من الأزواج
زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء ،
من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ،
من المسئولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء
حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ،
وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه ،
الشرطي صاحب عبارات مؤذية ،
الأستاذ جافٍ مع طلابه ،
فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق
وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسئولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع ،
وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس ،
وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية.
المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة
لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا .
في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ،
من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ،
لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة
وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ،
وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ،
وكلما قلت: ما السبب ؟
قالوا:
الحضارة ترقق الطباع ، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك ،
نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا ،
نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف ،
أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ،
احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.
بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا
أين منهج القرآن:
« وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن »
، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ،
« فاصفح الصفح الجميل » ،
« ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير » .
وفي الحديث: «
الراحمون يرحمهم الرحمن » ،
و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » ،
و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا »
عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف ،
يقول عالم هندي: ( المرعى أخضر ولكن العنز مريضة ) .

التسميات:

الأحد، 20 نوفمبر 2011

الأخطاء الأكثر شيوعاً في العلاقات العامة


لم تعد العلاقات العامة ميدان الشركات الكبيرة والمؤسسات التجارية والوكالات الحكومية, فكل شخص قائم على مشروع أو يعمل بمهنة معينة يحتاج, في يومنا هذا, إلى توظيف العلاقات العامة في إظهار قدراته. غير أنه كثيراً ما يكون هذا النوع من النشاط مهمل أو ينفذ على نحو رديء. بما أن هناك لوائح عن الأمور التي يجب اتباعها لضمان تحقيق علاقات عامة جيدة, فسنقوم فيما يلي بعرض بعض الأخطاء الشائعة في تحقيق علاقات عامة ومتميزة, وهي:


1. عدم التخطيط المسبق. معظم المجلات تتطلب إعلاماً مسبقاً من قبل خمسة إلى ستة أشهر, أما الصحف و محطات الإذاعة والتلفزيون تحتاج إلى وقت أقل بكثير. بيدَ أن الانتظار حتى اللحظة الأخيرة هو طريقة مؤكدة لخسارة فرص قيمة في مجال العلاقات العامة.

2. كتابة تقرير صحفي أو نشرة صحفية بطريقة خاطئة, كوضع عنوان ممل, أو أن يكون طويلاً جداً, و عدم نشر فيه أية أرقام هاتف يمكن الاتصال بك من خلالها.

3. عدم التنسيق مع المراسلين الصحفيين المعنيين وعدم اطلاعهم على نشاطاتك.

4. عدم وضع خطة علاقات عامة متطورة تتعلق بالاتصال بوسائل الإعلام في منطقتك.

5. عدم تجديد قائمة مراسلات للهيئات الإعلامية المحلية والوطنية.
6. عدم التفاعل مع أي حدث أو قضية متعلقة بعملك تناولتها وسائل الإعلام المحلية.

7. عدم التفاعل مع نشاطات المنظمات الأخرى, أو إلقاء الخطابات وإعداد أوراق العمل المتخصصة.

8. عدم الاستعانة بخبراء العلاقات العامة في تخطيط وتنفيذ برنامج علاقات لك.

9.عدم الاهتمام بكيفية صورة منظمتك التي قد تتحقق عن طريق تدفق مستمر للأنباء الإيجابية حول نشاطاتها

  المصدر | الجود للرعاية العلمية

التسميات:

طرد الأفكار السلبية في دقائق

تمر أوقات علينا نشعر فيها بتراكم الضغوط وزيادة الهموم!..إليك يا عزيزى ـ عزيزتى فى السطور القادمة خطوات بسيطة؛ لكنها فعالة جداً
... تساعدك على إيقاف وطرد الأفكار السلبية الكئيبة والتصورات المخيفة المُقلقة التى تسبب هذه الضغوط والهموم:

1 ـ اجلس منتصب الظَهر على مقعد مريح، فى مكان هادئ.. مريح للنفس.. خال من الإزعاج والمؤثرات المشتتة للانتباه.
2 ـ اجعل الضوء خافتاً نوعاً.. وجو الحجرة معتدل الحرارة.
3 ـ قم بارتداء ملابس خفيفة غير ضيقة لتمكنك من الاسترخاء.
4 ـ ضع أمامك ساعة أو منبه.
5 ـ تنفس بانتظام وعمق وبطء.. ولاحظ تنفسك الهادئ العميق.
6 ـ امنع عقلك من الشرود والتفكير فى أى مشكلة أو صدمة أو موقف مؤلم تعرضت له.. وذلك بأن تأمر عقلك حتى يتوقف تماماً عن التفكير فى هذه البؤر الملتهبة المؤلمة التى عانيت ولا زلت تعانى منها.
7 ـ فى البداية.. ركز على ملاحظة جسدك المسترخى وأنفاسك المنتظمة.. والهواء وهو يدخل ويخرج من أنفك ورئتيك ببطء وعمق.
8 ـ بعد ذلك.. أبدأ فى ترديد وتكرار كلمات "ذكر الله" أو تكرار آيات قصيرة أو "آية الكرسى".. بعمق.. بحيث يتردد صداها فى أركان نفسك وكيانك ويتشبع عقلك بها، اطرد من ذهنك أى فكرة أخرى تظهر فى حيز الوعى.. ولا تعطى ذهنك أو تفكيرك أى فرصة للشرود بعيداً، وأن تكون على يقين بأنك تقوم بطرد الأفكار السلبية السيئة وشطبها من ذهنك وحذفها من ذاكرتك مستعيناً بهذه الآيات الكريمة والأذكار المطهرة.
9ـ أن تستمر فى ذلك التدريب ما بين 10 إلى 30 دقيقة.. ويفضل أن تواظب عليه أكثر من 3 شهور.

إن جميع الأفكار الانهزامية والسلبية… المفاهيم والتصورات المحبِطة والمتشائمة … الأفكار المخيفة والانهزامية .. قد تعصف بعقل ونفس الإنسان، فتدمره بالهموم والاضطرابات النفسية !.
استخدام التدريب الذى تحدثنا عنه فى السطور السابقة بخطواته التى قدمناها لكم.. يساهم بصورة فعالة فى إيقاف وطرد تلك الأفكار والتصورات المُدمِرة .

التسميات:

الخطط الإستراتيجية مع أطفالنا..

كان الراكب بجانبي في الطائرة رجلاً كبيراً في السن، من بريطانيا.. عرف نفسه بأنه يعمل مستشاراً
في واحدة من كبرى الشركات السعودية..حينما عرفته بنفسي وأنني مهتم بالطفولة.. قال لي وهو
                               يبتسم : سأخبرك إذن قصتي مع ولديّ”..
                                              ***
هذا الرجل لديه ابنان..حينما كان ابناه في المرحلة الابتدائية العليا.. لاحظ عليهم قلة اهتمامهم بدروسهم..
فأخذ يوماً يتحدث معهما.. وكان يعرف شغفهما الشديد بالسيارات.. فسألهما عن السيارة التي يريدان
اقتنائها عندما يكبران.. فهتف الاثنان سوية: “فيراري!”..
فقال لهما على الفور: “إذن ما رأيكما أن نذهب الآن ونشاهد السيارة الفيراري التي ستشتريانها؟”..
وطار الولدان من الفرحة.. وبالفعل أخذهما والدهما إلى معرض سيارات فيراري.. دخلوا المعرض..
واستقبلهم البائع.. وحين سأل الأب كيف يمكن أن يساعده أجابه الأب: “ولداي يريدان شراء سيارتي فيراري”..
قال لي الأب بأن الحظ ساعده يومها بأن البائع فهم الرسالة.. وتعامل بكل ود معهم.. فأخذ يعامل الولدان
وكأنهما مشتريان حقيقيان.. قال لهما بأن يختارا السيارة التي يريدان.. وبالفعل اختار الولدان إحدى            
السيارات المعروضة.. وأخذا يتأملانها ويتلمسانها بكل شغف..
ثم عرض البائع عليهما أن يفتح السيارة وأن يجلسا فيها ويشاهداها من الداخل..وكاد الولدان حينها
أن يجنّا من الفرحة..دخل الولدان سيارة الفيراري وهما لا يكادان يصدقان نفسيهما..
أخذا يتبادلان الجلوس خلف المقود ويمثلان وكأنهما يقودان السيارة..كان يوماً لا ينسى..
ثم شكر الأب البائع.. وقبل أن يغادروا صالة الفيراري.. قال الأب لولديه: “لقد نسينا أن نسأل عن قيمة هذه السيارة”؟..
والتفتوا إلى البائع وسألوه عن السعر.. وسأله أيضاً عن قيمة القسط الشهري لو أرادوا شراء السيارة بالأقساط..
ثم طلب الأب من ولديه أن يسجلا هذه المعلومات على ورقة ويحتفظا بها..
حينما عادوا إلى المنزل.. كان الولدان يتحدثان طول الوقت عن السيارة التي شاهداها.. كانا مفعمين بالإثارة..
جلس حينها الأب معهما وبدأ في الحديث.. قال لهما أن هذه السيارة غالية الثمن..
وأنه إذا أرادا الحصول عليها أن يكونا في وظيفة مرموقة حينما يكبران، تدر عليهما دخلاً جيداً..
حتى يتمكنا من دفع القسط الشهري المرتفع..وبحسبة بسيطة معهما حددوا سوية كم يجب أن يكون الراتب
الشهري لمن يريد أن يشتري سيارة الفيراري..في اليوم التالي.. اتجه الأب مع ولديه إلى المكتبة العامة..
هناك استعرضوا التقارير السنوية عن معدل دخل مختلف الوظائف في بريطانيا.. وقاموا بإلغاء كل وظيفة يقل دخلها
عن الدخل الذي حددوه بالأمس لشراء سيارة أحلامهم.. وفي النهاية توصلوا إلى عدد قليل من الوظائف..
أوضح لهم الأب أن الحصول على إحدى هذه الوظائف سيضمن لهما الوصول لهدفهما..
ثم، وعن طريق المعلومات المتوفرة في المكتبة.. حددوا سوية كيف يمكن لأي شخص أن يصل
إلى واحدة من هذه الوظائف، ما هي الشهادات المطلوبة.. وعن طريق أي كلية أو جامعة يمكن الحصول على هذه الشهادات..
وبالتالي كونوا قائمة أخرى بالجامعات والكليات مرتبطة بالقائمة الأولى .
بعد ذلك أخذوا يبحثون عن متطلبات القبول في هذه الجامعات والكليات، من معدل دراسي وما إلى ذلك..
وسجلوا كل ذلك في قائمة ثالثة..ثم عادوا إلى المنزل..جلس حينها أبوهم معهم.. وناقشهم في كل ما قاموا به..
وهو يغذي حلمهم الكبير.. ثم قال لهم أن أول خطوة عليهم أن يقوموا بها الآن ليصلوا إلى ما يريدون هو
أن يتفوقوا في دراستهم ليحصلوا على الدرجات المطلوبة التي ستؤهلهم للدخول في الجامعات المذكورة في القائمة..
ثم تركهم أبوهم مع كل هذه القوائم التي أعدوها سوية..ترى كيف كانت نتيجة كل هذه الحكاية الطويلة؟
قال لي أبوهم أن ولديه، ومنذ ذلك اليوم، التفتا إلى دراستهما بشكل غير معهود.. أصبحا يوليان دراستهما
وواجباتهما اهتماماً كبيراً.. وكل ما كان يفعله هو بين لحظة وأخرى أن يشجعهما ويذكرهما بحلمهما الكبير..
 وبالفعل تفوقا في دراستهما، تم قبولهما على الفور في الجامعات التي يريدان، وبدءا حياتهما العملية في
القطاعات التي اختاراها من ضمن تلك القائمة..والآن، هما في أواسط العشرينات، أصبح أحدهما مديراً
للفرع البريطاني لواحدة من سلاسل المطاعم المشهورة، وهو على وشك الزواج، والثاني يعمل في وظيفة
مرموقة في واحدة من الشركات الكبرى في الشرق الأوسط..بعد أن أنهى جاري قصته..
سألته..وهل حققا ما يريدان الآن؟هل بلغا هدفهما واقتنيا سيارة الفيراري التي يريدان؟ أجابني ضاحكاً :
 بأن الابن الأكبر اقتنى سيارة بورش بعد أن أصبح معجباً بها أكثر، أما الثاني فهو لا يزال معجباً بالفيراري وسيقتنيها قريباً..
ترى من منا يناقش مع أولاده مستقبلهم في هذا العمر المبكر؟!..لا أقصد هنا أن نسألهم السؤال المعهود:..
 ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟.. ليجيب الطفل بجواب تم تلقينه إياه بأنه سيصبح مهندساً أو طبيباً..
 بل أعني وضع أهداف واضحة لهم يعشقونها، ومن ثم رسم الطريق الذي سيصل بهم إلى هذه الأهداف،
بداية من سنواتهم الأولى في الدراسة.. وأنا على يقين من أن التواصل مع أبنائنا بهذه الطريقة العملية،
 سيمنحهم مستقبلاً أفضل..وأكثر روعة، ونجاحاً..

التسميات: