الأول

الاثنين، 30 أبريل 2012

لا يعلم مقدار الألم عن الرحيل إلا من ودع مسافر.

لا يعلم مقدار الألمْ عندَ الرحيل..إلا من ودَّع مُسافر!!
· تكتبُ إليه هذه الكلمات
وهو مُغادرٌ أرض الوَطن
إلى أرضٍ
تسأل المولى عزَّ وجل
أن يكفيه شرِّها
ويُعطيه من خيِّرها ..ما يشاء
بلا عَددْ..
· كالطفلِ تشعر بوجوده في عالمها
جمال وجهه
روعة ضحكته
براءته..صدق نيته
سذاجته..حتى شقاوته
تُشبه شقاوة الأطفالْ
ولا عيب أن ترى في رَجُلِها..طفلاً كبيرا
فنزارُ قال :بأنَّ الرجال جميعهُم أطفالْ
أطفالٌ في حضرة امرأةٍ..
امرأة..حبيبة إلى القَلبْ فقط .
امرأة ليست ككُل النساء..
· اليوم طفلها مُسافر
لا شيء يكسر ظهرها
ك” طاري ” السَفرْ
· كتبت لي ،وقد أوصلتُه المَطَّار
كعادتها حينَ سَفرْ
مودِّعةً..على أملِ لقاءٍ قريب
يجمعهما – بإذن الله – أبَدْ الدَهرْ
كتبتْ تقول :
اليوم سافر
يقول أيامْ وراجِعْ لك
و يامِنْ يصبَّرني على الأيامْ
وأحضنك..وأوَّدعك
و أّ أمِّن الله يحرسك
وأعود لسيارتي
وأبكي
و ألملمْ دمعتي
وأمشي..
ويختلف دربْ المَطارْ برجعتي
الشجر..و النُور..والبشر
و الطريقْ..وخَطوتيِ
كُل ما حَولي..يُعاتب غيبتْك
فساتيني..قلائدي..عُطوري
حتى تسريحة شَعري
تُعاتبني
بيتُك..رائحتك
دُخَّان سجائرك
يملأ المكان من حَولي
· حينَ تُسافِر..
وفي عيني
يمُوت ازدحامِ الشوارع
لا شمس
لا قمرْ
لا ناسْ
لا شيء
إلا أنا..وسيارتي
وصوتٌ يأتيني عبر الأثير :
” فمان الله يا مسافر.. !!”
(هذا وقته يا راشدْ ..!)
وأبكيك أكثر وأكثر
وحدي..أبكي غيابُ تفاصيلك
” ثوبُك ..غُترتك..عقالك “
فوق كُرسيِّك إلى جِوار مقعدي
لا تزالْ رائحة دخُونِك
الذي أحرقه قِطعهُ ..قطعة تحتَ ثيابك
حينَ أعطِّرك..
· وتطولْ بي المَسافات
أهداُ حيناً..وأتمزقُ ألماً..أحياناً أكثر
و يرتفعُ صوت الأذان
ويلهج نبض قلبي لك بالدُعاء
ربِّ
هذا قلبي بين أرضك وسماكْ
احرسه بعينك التي لا تنامْ
ولا تُريني فيه مكروهاً أبداً
لا تُريني فيه مكروهاً أبداااااااااا
..
كرهتُ..كُل شيء حولي
يُسهِّل لك دروُب السفر
التذاكرْْ
المطَار
قاعة المُغادرين
شُنط الرحيل
كُل شيء ..كُل شيء
بتُ أكره رائحة الغيابْ
يُتعبني غيابك
يُتعبني حُضوري حينَ لا يمتدُ إليك ..”
وتعُود..إلى حيث منزلٍ
كان قبل قليل
يملأُ بضحكاته كُل الأركان
تدخل حجرته
تُعيدُ ترتيب الأشياء
دُولابُه.. تُعلِّق بُشته
فوق الرِّف تضعُ صورته
صُورتهما في حفلِ الزفافْ
تُطفيء أنوار الغُرفة
تتوسدُ ” ذراعيها“
تلتحفُ غطاءهُ
تُمسك بهاتفها الجوَّال
صندوق الرسائل
الوارِد
” حبيبي ..”
كما تُسميِّه في هاتفها
تقرأ رسالته قبل صعُود الطائرة
” سيدةُ النساء..
أكره هذا الغياب الذي يأخذني منك
لكنَّ ما يهوِّنه علي
أنكِ لا تغيبينْ عني
كُل الأشياء من حولي
لا أسمحُ لها بأن تأخذني منك
حتى أنتِ..
بإذن الله سأعودُ إليكِ قريباً
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ..”
وتضمُ هاتفها إلى قلبها
تُقبِّل شاشة الجوَّال
تُغمض عينيها
تُحاول أن تَنام
يمنعها نحيب قلبها أن تنام
أصلاً هي لن تنامْ
حتى تطمئن بوصول قلبها إلى حيث سافرْ
بحفظ الله..
تأخذها إغفاءة
بين صحو ..ونومْ
يُرهقها التعب
وتنامْ
تستيقظ ملهوفةً
نحو هاتفها..تركض
” مُكالمة لم يُرد عليها“
ورسالة نصية :
وصلت يا قلبي الحمدلله
انتبهي لنفسك
سأحدثِّك صباحاً..
اطمأنَّ قلبها
سجدت ركعتي شُكر لله تعالى
وحده له الحمدُ والشُكر
كما ينبغي لجلالِ وجهه..وعظيم سُلطانه
وشرعتْ في استعدادها لممارسة طقوس يومٍ جديدْ
وبين قلبها وعينيها
يسكُن رجلاً
لا مثيل له في الوجودْ
وضعت يدها على قلبها
” صباحك وحيداً ياقلبي “
إليه حيثمااااا كااااان
إني أخبئِّك للغَدْ
كالقِرش الأبيض..الذي أستندُ إليه
حينما تسوَّدُ الدُنيا في وَجهي
تأكدْ أني أحبك
فياربْ احفظه لي
فإن غاب وجودي
فلن يبكيني ..أو يدعو لي بالمغفرة
بمُنتهى الصدق إلا هو
آمين





التسميات: