الأول

الاثنين، 12 مارس 2012

نصيحة لا أقصد بها (جلد الذات)

عبدالرشيد الفطاني

أولاً... لست بهذه المقالة أتقصد (جلد الذات) أو جرح أحدٍ بقدر ما يكون القصد هو التصحيح الأمثل لمفهوم التنمية البشرية ..التطوّر .. التطوير.. التقدّم... الأحلام... الأهداف... التخطيط..التنمية البشرية..
نجد هذه المصطلحات تترد كثيرًا عند مدربي التنمية البشرية والمهتمين بالتخطيط الاستراتيجي وتطوير الذات... وتجدهم يحثّون الناس كثيرًا على تطوير الذات والرقي بمستوى المعلومات لتحقيق الأهداف النبيلة ونيل المكاسب الكبيرة وهذا جيّد في الجملة يشكرون عليه.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما نصيب هذا التطوّر أو التطوير بالجانب الشرعي؟؟ صلاة الضحى.. صلاة الليل والتهجد... صيام الاثنين والخميس... الاستزادة من العلوم الشرعية الضرورية المتعلقة بأحكام الصلاة والصيام والحج وغيرها... هل لهذه القضايا الشرعية نصيب ضمن منظومة التطوير والتطوير والتقدم لدى المهتم بالتنمية البشرية؟؟ لربما يتكلمون عن بناء الأحلام وبناء القصور بعد سنين من الجهاد والتطوير.. ويتناسون أن بإمكان المرء أن يبني قصرًا في الجنة بقراءة سورة الإخلاص عشر مرات في زمن قياسي (4) دقائق فقط إن أخلص لله، أو بالالتزام بالسنن الرواتب يوميًا...

المهتمّون بالتنمية البشرية من مدربين ومستفيدين ...لربما قرأوا عشرات أو مئات الكتب المتعلقة بالتنمية البشرية، ولربما لا يكلف أحدهم بأن يفتح كتاب الله تعالى يومًا أو يفتح كتابًا فقهيًا يتعلم بعض مسائل دينه إلا في أضيق الحدود! ولهذا الكلام دلائل ومؤشرات.لربّما يحضر أحدهم ويستمع عشرات الدورات ومحاضرات التنمية البشرية، وتكلّفه الأموال الباهضة.. لكنه لا يكاد يحضر محاضرة دينية أو يستمع لشريط علمي يساهم في رفع رصيده الإيماني والمعرفي!!
يجب أن نفهم أولاً: أننا مسلمين .. ويجب أن تكون منطلقاتنا شرعية.. لا يجب أن تطغى المنطلقات المادية على حياتنا.. لأننا جميعًا نوقن بأن الدنيا قصيرة، ومن ركن إليها فإنما يركن إلى زائل..
فما أحوجنا إلى تصحيح مفهوم التنمية البشرية..وأن ندرك أن أهم أساس التنمية البشرية يكون بمعرفة الله تعالى وطاعته والبذل لدينه... ثم يأتي بعد ذلك ما تعرفون.هناك بعض المؤشرات لبُعد التنمية البشرية ووقوعها في بعض المحظورات الشرعية وخاصة في الدورات التدريبية:
1- وجود ظاهرة الاختلاط بين الجنسين.
2- التساهل بالمؤثرات الغنائية والأفلام أو الصور الخادشة.
3- سحنة المدرّب وهيئته وتساهله.
4- الاستشهاد الكثير بالأمثلة الغربية بينما نسبة الأمثلة العربية الإسلامية تمثل النسبة الأقل رغم وجودها بكثرة.
5- الترجمة لكتب الغرب في مجال التنمية البشرية دون تمحيص (تصفية) لتتوافق مع التعاليم الشرعية الإسلامية.
6- هناك نسبة كبيرة تدل الاعتماد شبه المادّي البحت على الذات وبناء الثقة بها، وضعف بناء الاعتماد على الله تعالى والتوكّل عليه.
وغيرها..

ألا يمكن؟؟
ألا يمكن أن نعمل على الفصل بين الجنسين في قاعات التدريب؟
ألا يمكن أن نستبدل المؤثرات الغنائية التي تغضب الله تعالى بمؤثرات إنشادية؟
ألا يمكن للمدرب أن يحضّر جيّدا ليستشهد بالأمثلة والقصص الإسلامية والاستعاضة بها عن الأمثلة الغربية بنسبة أكبر؟
ألا يمكن للمدرب أن يكون قدوة في الامتثال الشرعي لله تعالى في هيئته وكلامه واستدلالاته؟
حضرت عشرات الدورات في مجال التنمية البشرية، ولست أخفي استفادتي الكبيرة منها.. إلا أن حقيقة مرّة تتردد في النفس تبين الفرق الشاسع بين دعاة الدنيا الفانية .. ودعاة الآخرة الباقية.
ومن استطاع الجمع بين الطريقتين نال أجمل الحسنيين.. ولكن .. أين نجد هؤلاء؟ وكم نسبتهم؟

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية