الأول

الخميس، 21 أبريل 2011

معلمة متميزة..ولكن

أ. شروق محمد


بدأت عملها في مجال التدريس بهمة ونشاط ، وفي وقت قصير استطاعت أن تلفت انتباه الجميع ليس فقط بنشاطها وآدائها المتميز في مجال عملها ، ولكن في اهتمامها بطالبتها وإيجاد نوع من الصلة الإنسانية والعلاقة الاجتماعية بهن..
ولكن مع الوقت بدأت تتوطد علاقتها بطالبتها ؛ فيقبلن على الحديث معها في غير أوقات الدراسة بصورة ملفتة..بل كانت لا تكاد تجد وقتاً للاستراحة بين الحصص الدراسية حيث تفاجئ بهذه وتلك تريد أن تحدثها أو تسألها أو تلقي إليها بشكوى بل حتى تكتب لها رسالة إعجاب مما أزعجها وبدأ يثير الانتقادات لها من زميلاتها والمشرفات عليها ..وبدأت كل واحدة من الزميلات تؤكد لها أنها أخطأت وأنها فتحت باباً سيصعب عليها غلقه عندما أزالت الحدود بينها وبين طالبتها ، وجعلت العلاقة تتغير من مجرد علاقة معلمة بطالبتها إلى علاقة صديقة بصديقاتها..
والآن ما الحل..
عندما يخوض المرء حياته العملية لأول مرة فإنه يكون مزوداً بتصورات أقرب إلى المثالية عن المجتمع الذي سينتمي إليه ، ومع الوقت تظهر له الصورة بوضوح وتبدأ المواقف والأحداث في إكسابه الخبرة المطلوبة حتى يتمكن من رسم علاقاته بصورة صحيحة مع هذا المجتمع الجديد..
وهذا ما حدث مع صاحبة المشكلة فقد تصورت أن عليها وهي معلمة ألا تكتفي بالقيام بمهام وظيفتها ، وأن عليها أن تحاول القيام بمهام أخرى كأن تحاول التعرف على مشكلات الطالبات وتقيم معهن علاقة إنسانية تحاول من خلالها حل مشكلاتهن والوقوف على تساؤلاتهن وتوجيههن لما هو أصلح ..وعلى الرغم من صواب رؤيتها وسلامة نيتها إلا أنها وقعت في مشكلة اللاتوازن حيث تحول الأمر إلى ما يشبه الوجوب في القيام بهذه المهام الجانبية بل وتحول الأمر إلى تعلق وإعجاب وتعلق من قبل بعض الفتيات..
فكيف لهذه المعلمة أن تضبط علاقتها وتفصل بين مهامها الوظيفية والمهام الجانبية التي يمكنها التطوع للقيام بها:
- بداية عليكِ وضع تخطيط واضح لمهامك الوظيفية ..فمهمتك كمعلمة تنحصر مثلاً في شرح المقرر الدراسي خلال الحصة المدرسية وإعطاء الأنشطة والتدريبات اللازمة لتثبيت المعلومة لدى طالباتك ثم القيام بعملية تقييم الطالبات من خلال الامتحانات الدورية..
- إتاحة الفرصة خلال الحصة المدرسية لتقوم أي طالبة بالسؤال والاستفسار عن أي سؤال خلال المنهج..
- تحديد المهام الجانبية التي يمكنك القيام بها تطوعاً مثل التحدث للطالبات في موضوع عام أو خاص أو سماع تساؤلاتهن أو مشكلاتهن الخاصة مما هو خارج إطار المنهج..
- تحديد الوسيلة التي تمكنك من القيام بهذه المهام التطوعية من خلال إتاحة حصة إضافية للتحدث مع الطالبات فيما يخصهن أو منحنهن وقتاً محدداً خلال الفسحة المدرسية مثلاً على أن تراعي أن من حقك أن تمنحي نفسك وقتاً للراحة بين الحصص دون أن يجور أحدهم على هذا الوقت..
- كلما كانت علاقتك بتلميذاتك داخل الفصل الدراسي كلما كانت أفضل حيث لا يتيح هذا الفرصة لبعضهن من أن يسيء استخدام هذه العلاقة كما يجنبك انتقادات زميلاتك أو رؤسائك في العمل..

- احذري من تبادل أرقام الهواتف أو البيانات الخاصة بك مع أي من تلميذاتك حتى لا يعرضك هذا لمشكلات في المستقبل..

- وفي النهاية فإذا كانت علاقتك بطالباتك لابد أن تسير في إطار رسمي فهذا لا يمنع أن تمتد إلى جوانب نفسية واجتماعية متعددة وعليكِ أنتِ أن توازني بين جناحي المعادلة..

                                                            المصدر: موقع فريق النجاح .

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية